قال بعض العلماء : عجبت لمن بلي بالضر كيف يذهل من أن يقول :
" ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحميــــن "
والله سبحانه يقول وهو أصدق القائلين وأوفى الواعديــــــن :
" فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر "
وعجبت لمن بلي بالغم كيف يذهل من أن يقول :
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
والله جل وعلا يقول وهو أصدق القائلين :
" فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين "
وعجبت لمن خاف شيئا كيف يذهل من أن يقول :
" حسبي الله ونعم الوكيل "
والله تعالى يقول :
" فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء "
وعجبت لمن كيد في أمر كيف يذهل عن أن يقول :
" وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد "
والله جل وعلا يقول :
" فوقاه الله سيئات ما مكروا "
وعجبت لمن تعسرت عليه أموره كيف يذهل عن تقوى الله
وهو سبحانه يقول :
" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا "
وعجبت لمن بلي بضيق الرزق والهم والكرب كيف يذهل
عن امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه والله جل وعلا يقول:
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
وعجبت لمن بلي بالذنوب كيف يذهل عن الاستغفار ..
والله جل وعلا يقول :
" استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا .
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "
وعجبت لمن احتاج إلى أمر ديني أو دنيوي كيف يذهل عن الدعاء ..
والله يقول :
" ادعوني أستجب لكم "
من كتاب "سلاح اليقظان لطرد الشيطان"
الإمام البصري:
عجباً لمكروب غفل عن خمس آيات من كتاب الله عز وجل وعلم فوائدها. قال تعالى:
• "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " [البقرة 157:155]
- صلوات: تزكية وثناء ومغفرة منه تعالى -
• " وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " [غافر 44]
- نهاية الحوار الرائع بين مؤمن آل فرعون وقومه -
• " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " [آل عمران 173]
- فى غزوة حمراء الأسد بعد غزوة أحد مباشرة
-
• وقال تعالى ليونس عليه السلام:
" وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء 88]
• " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " [الأنبياء 83]
~~~~~~~
لعله خيراً
" كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك. وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً" فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير. فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"، ومكث الوزير فترة طويلة في السجن. وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع, فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك. ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه لصاحبه فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك... فكان في صنع الله كل الخير"
في هذه القصة ألطف رسالة لكل مبتلى كي يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله عز وجل ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء الخير له في الدنيا والآخرة
الحمد لله الذي شرع الدعاء، وفتح لنا به باب الرجاء، نحمده تعالى على كل فضل راح وجاء، ونشكره سبحانه على النعم والآلاء. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده
لا شريك له، السميع المجيب، يسمع النداء وهو فوق السماء.
وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، بيّن الأدواء وعيّن الدواء .. وصلّى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين
ومن تبعهم بإحسان، الداعين ربَّهم في السراء والضراء .
أخي : كثير من الناس وهم يدعون ينسون عظمة من يدعونة تبارك وتعالى ! وتجد قلب الداعي وقتها معلقا بتحقق طلبة ! .
اخي : اذا رفعت يديك الى مولاك تبارك وتعالى ……….
فتذكر أن تدعو من ( ليس كمثلة شيء وهو السميع البصير ) . الشوري :11
وتذكر أنك تدعو مالك الملك …. ( قل اللهم مالك الملك ) . ( آل عمران : 26)
وتذكر أنك تدعو الغني عن خلقة ( ياايها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ) . ( فاطر : 15 ) .
أخي : انك اذا تذكرت ذلك كله وجدت للدعاء حلاوة تغنيك عن كل حلاوة ! وهكذا كان الصالحون من سلف هذه الأمة ( رضي الله عنهم ) كانوا يتلذذون بدعاء الله
تعالى ومناجاته كتلذذهم بسائر العبادات والطاعات ….
أخي : ومن كان ذاك وصفة كان اقرب للإجابة من غيره … وتذكر دعاؤك خالصا عن شوائب الشرك والرياء .. ليجد دعاؤك طريقه الى ملكوت مالك الملك تبارك وتعالى ….
تذكر دائما أنك عبد الله تعالى .. وللسيد أن يفعل بعبده ما يشاء . فلا تقل : دعوت فلم يستجب لي .ولكن قل : لماذا دعوت لا يستجاب لي ؟ فلتحاسب نفسك أخي
فإنك أدرى بها .
أخي : الدعاء عبادة فإذا دعوت الله تعالى فلتعلم أنك في عبادة … ولا تجعل همك دائما إجابة الدعاء
أخي : إذا أكثرت من دعاء الله تعالى وجدت لذلك لذة عظمى فحاول أن تكثر من الدعاء .
أخي : حاول أن تعود نفسك الدعاء في كل أمر من أمورك وإن كان صغيرا جدا في نظرك
أخي : هل علمت أن كثرة الدعاء أمان لصاحبها من سوء القضاء ؟ فإن من أكثر من دعاء الله تعالى في أحواله كلها أمنه الله من سوء القضاء …
أخي : لا تنس في دعائك أن تجعل لآخرتك الحظ الأكبر ، فلا يكن همك في دعائك دائما مطالب حياتك الدنيا .
أخي : إذا دعوت الله تعالى فاجعل من دعائك نصيبا لاهلك وإخوانك ومن تعزهم وجميع المسلمين …