أخي سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله , جاءت الراجفة تتبعها الرادفة , جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه . قال أبي بن كعب فقلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ما شئت . قلت : الربع ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك . قلت : النصف ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذن تكفى همك ويغفر ذنبك } رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
وفي رواية للإمام أحمد بإسناد جيد عنه قال { قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : إذن يكفيك الله تبارك وتعالى همك من دنياك وآخرتك } . قال الحافظ المنذري : قوله يعني أبي بن كعب : أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي , معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي .
قال في جلاء الأفهام : وسئل شيخنا أبو العباس عن تفسير هذا الحديث فقال : { كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقال إن زدت فهو خير لك , فقال له النصف فقال إن زدت فهو خير لك إلى أن قال أجعل لك صلاتي كلها أي أجعل دعائي كله صلاة عليك , قال إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك } , لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرا , ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه . انتهى كلامه رضي الله عنه